lundi 30 octobre 2017

AlWakala AlWatania 29 octobre 2017

الوكالة الوطنية -  الأحد 29 تشرين الأول 2017

فوشيه في المنتدى الفرنكوفوني للأعمال: سنضع خريطة طريق طموحة للفرنكوفونية في لبنان لتوطيد علاقاتنا معه

  وطنية - أقام المنتدى الفرنكوفوني للأعمال غداء في مطعم "لومايون" الأشرفيه، تحدث فيه السفير الفرنسي برونو فوشيه عن سياسة فرنسا في العالم العربي، في حضور سفير بلجيكا اليكس لينارت، سفير المغرب محمد كرين، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، مدير المعهد العالي للأعمال ستيفان اتالي، مدير المعهد المالي لميا مبيض، رئيسة المنتدى رين قدسي، رئيس نقابة مستوردي الأدوية ارمان فارس وحشد من الشخصيات.

بداية القت قدسي كلمة رحبت فيها بالسفير فوشيه، وقالت: "لطالما كانت السياسة العربية الفرنسية موضوعا ذات أهمية كبرى للبنان، ولقد كانت فرنسا مهتمة دائما بالشرق الأوسط، فالسياسة العربية للجنرال ديغول وضعت في سياق الحرب الباردة وأعادت اختراع دور فرنسا في العالم، ولكن هذه النظرة اصطدمت بتغيير جذري للنظام العالمي، من حروب البترول في ظل حكم الرئيس جورج بومبيدو وصعود التيار الإسلامي وانتصاره في إيران في حقبة الرئيس فاليري جيسكار ديستان، والهجرة الجماعية الكبيرة من شمال أفريقيا التي شكلت تحديا للسياسة الداخلية في حقبة الرئيس فرانسوا ميتران، كل هذه العوامل غيرت المعطيات، ناهيك عن تغيير العالم العربي الذي عرف التفكك منذ الدخول العسكري للولايات المتحدة الى المنطقة في عهد الرئيس جاك شيراك ونيكولا ساركوزي من بعده. وقد اعيد النظر في هذه السياسة في عهد الرئيس هولاند وكانت تفتقر الى رؤية شاملة، واليوم سنستمع من السفير فوشيه عن ماهية السياسة الفرنسية الجديدة في ظل الرئيس ماكرون".

فوشيه

بداية قدم السفير فوشيه عرضا تاريخيا مسهبا لسياسة فرنسا في العالم العربي وقال: ارتكزت سياسة فرنسا دائما في العالم العربي على ثلاث اسس ظهرت في تصريحات مسؤوليها وديبلوماسيها وهي

-التمايز عن الموقف الأميركي، ففرنسا ترى ان سياستها تصنع في باريس وليس في واشنطن وفي ايام الجنرال ديغول كانت السياسة تقوم على علاقات مع دول عدم الإنحياز وتقديم طريق ثالث للدول التي لا تريد الدخول في المحور الأميركي والسوفياتي يمكن من خلاله تطوير قوتها وثقافتها واستقلالها ولهذا ساندت فرنسا وقتها عددا من البلدان التي تبنت هذه الفلسفة.

- مزيد من البرودة تجاه اسرائيل، البلد الذي ساندناه منذ انشائه وتجسدت بحرب عام 1967، لقد كان لدينا تعاون مهم مع اسرائيل ونحن من انشأ البرنامج النووي الإسرائيلي، وكل المراكز النووية الموجودة فيها، وانقلبت الأمور عام 1967 عندما القى الرئيس ديغول خطابا ينتقد فيه اسرائيل ورحب به الرئيس جمال عبد الناصر. وارادة التمايز عن الأميركيين تجسدت ايضا برفض فرنسا انذاك الدخول في الحلف الأطلسي، ورافق تغيير سياستنا نحو اسرائيل اهتمام اكبر بالقضية الفلسطينية.

-ارادت فرنسا ان تشكل وسيطا الزاميا لكل الأزمات وترافق ذلك مع حركة ديبلوماسية ناشطة وحضور فعال في مجلس الأمن ومنذ مدة قريبة قمنا بإحصاء تبين فيه ان 70 بالمئة من قرارات مجلس الأمن التي اقرت اقترحتها فرنسا، وهي كانت جد فعالة في ادارة الأزمات الدولية وازمات الشرق الأوسط وافريقيا".

وعرض السفير فوشيه لسياسة الرئيس جاك شيراك الذي عارض تدخل الولايات المتحدة في العراق رافضا الاسباب التي عللتها للتدخل فيه مثل امتلاكه اسلحة دمار شامل، ولم تتدخل فرنسا في الحرب، وكان لنا خطنا ورؤيتنا الخاصة عام 2015 في مسألة المفاوضات النووية الأيرانية، مما جعلنا اكثر تشددا من الولايات المتحدة والمانيا وبعض الدول التي كانت مستعجلة على توقيع اتفاق وكنا نقول وقتها للايرانيين موقفنا ليس ضد ايران ومؤيدا لإسرائيل كما تقولون انما تشددنا ينبع من موقفنا من عدم انتشار هذه الأسلحة، فاذا وقع اتفاق معكم غير قابل للاستدامة فإنه لن يصمد وكنا على حق".

ورأى "ان الرئيس الفرنسي الحالي امانويل ماكرون يتبنى الأرث ميترانو - الديغولي في السياسة الخارجية للعالم العربي، واعلن انه سيزور الأردن ولبنان في الربيع واسرائيل والأراضي المحتلة".

وقال فوشيه: "ان فرنسا تملك كل العناصر القوة ليكون لها علاقة عميقة ووثيقة مع العالم العربي في المجالات الثقافية والإقتصادية والسياسية والديبلوماسية، ولديها علاقات وطيدة مع العالم العربي، فرغم سياسة التعريب هناك نحو مليون ومئتي الف فرنسي او حامل للجنسية المزدوجة في العالم العربي، اضافة الى 33 مليون فرنكوفوني، ونحو 128 طالبا في المدارس الفرنسية واللبنانيون هم الأكثرية بينهم، وهناك نحو خمسين الف طالب يتابعون البرنامج الفرنسي في لبنان و20 الف طالب يحصلون البرنامج الفرنسي خارج لبنان وهذا يجعله في المركز الأول قبل المغرب".

واعلن "ان فرنسا هي الوجهة العالمية الثالثة للطلاب في العالم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، وعدد الطلاب من العالم العربي يتراوح بين 60 و80 الف طالب"، موضحا "ان التبادل التجاري مع الشرق الأوسط بمجمله يبلغ نحو 3400 مليار من الناتج المحلي وهو بنفس حجم التبادل مع الولايات المتحدة والصين".

وقال: "ليس لفرنسا فقط نفوذ في العالم العربي انما للعالم العربي ايضا نفوذ قوي في فرنسا، هناك نحو ثلاثة ملايين فرنسي يعيشون في فرنسا ولدوا في العالم العربي، وهناك نحو ثلاثة ملايين ولدوا في فرنسا احد والديهم من اصول عربية وهناك من لديهم روابط عاطفية مع العالم العربي اما ولدوا او كبروا في العالم العربي وعددهم ايضا ثلاثة ملايين. وكل فرنسي من سبعة فرنسيين له علاقات مع العالم العربي".

واوضح فوشيه "ان الدبلوماسية الفرنسية في العالم العربي هي الدبلوماسية السياسية والثقافية وللرئيس ماكرون مواقف متقدمة في هذا المجال ونعمل منذ الأن لتحضير زيارته الى لبنان في الربيع وهو طلب منا بوضع خريطة طريق طموحة للفرنكوفونية في لبنان لتوطيد علاقاتنا مع هذا البلد العزيز".

وردا على سؤال، قال: "استقبل الرئيس ماكرون في فرنسا الرئيس دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين لشرح ما نقوم به. وفي ما يخص الأزمة الأخيرة في العالم العربي قال الرئيس ماكرون بوضوح: لن اختار بين السعودية وايران، اريد ان اتحدث مع الجميع واريد ان اعمل مع كل الأطراف لأننا نريد ان نكون قادرين على التواصل مع الجميع". 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire